2025-06-10 11:13
“طفلٌ في الشارع… وصوتٌ هزّ أعماقي”

بينما كنتُ غارقةً في بحر أفكاري، أُصارع صخب الحياة وضجيج الهموم، هزّني صوتٌ ناعمٌ خرج من عمق الواقع وقال همسًا:
“يخالَة… اشتري مني.”
التفتُّ، فإذا به طفلٌ صغير، يحمل قنينة ماء وكأنه يحمل على كاهله عمرًا أكبر من عمره. أيقظني صوته من غفلتي، وسحبني من شرودي، لا لأعود إلى الواقع، بل لأغرق في مقبرة الأحزان.
نظرت إليه، فوجدتُ في عينيه الجميلتين قهرًا صامتًا، وفي ملامح وجهه الطفولي براءةً موجوعة، وفي صوته الناعم بُحَّةُ ألمٍ لا تُشبه الأطفال.
كان هناك بريق أملٍ صغير… لعلّني أشتري منه. لعلّ أحدًا لا يُغلق بابه في وجهه. لعلّ العالم القاسي يُقابله هذه المرة برحمة، لا بخذلان.
وقف هناك، في شارعٍ لا يرحم،...